
شهدت أسعار الذهب حالة من الاستقرار خلال تعاملات صباح اليوم الثلاثاء، حيث يترقب المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، وسط توقعات واسعة بخفضها خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على تحركات الدولار ويزيد من حالة الترقب في الأسواق العالمية.
تراجع طفيف في العقود الآجلة والفورية للذهب
وبحلول الساعة 06:05 بتوقيت موسكو، سجلت العقود الآجلة للذهب في بورصة Comex لشهر فبراير المقبل تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.06% لتصل إلى 4221.30 دولار، في حين انخفضت العقود الفورية للمعدن الأصفر بنسبة 0.07% لتسجل نحو 4193.48 دولار، وذلك وفقًا لبيانات التداول الصباحية.
هذا الاستقرار النسبي في الأسعار يأتي بعد فترة من التذبذبات التي شهدتها سوق الذهب نتيجة التحركات المستمرة للعائد على السندات الأمريكية وتوقعات السياسة النقدية للفيدرالي.
الأسواق تترقب إشارات جديدة من الفيدرالي
تتجه أنظار الأسواق العالمية حاليًا نحو الاجتماع المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي والذي يستمر يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث يبحث صانعو السياسة النقدية مستقبل أسعار الفائدة في ظل تباطؤ معدل التضخم وتحسن بعض المؤشرات الاقتصادية.
ويؤدي تراجع الدولار عادة إلى زيادة جاذبية الذهب بالنسبة لحاملي العملات الأخرى، لأن هبوط العملة الأمريكية يجعل المعدن النفيس أقل تكلفة، مما قد يرفع الطلب عليه في هذه الحالات.
محللون: المستثمرون يعيدون تموضعهم قبل قرار الفائدة
وقال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في شركة أواندا، إن الأسواق تعيش حالة من إعادة التموضع، موضحًا أن المستثمرين يتعاملون بحذر شديد قبل صدور قرار السياسة النقدية للفيدرالي. وأكد أن حركة الذهب الحالية مرتبطة بشكل مباشر بالتوقعات السائدة بشأن الفائدة، سواء من ناحية توقيت التخفيض أو حجم الخطوة المقبلة.
باول يلمح إلى تشدد في مسار تخفيض الفائدة
وفي تصريحات سابقة هذا الشهر، تحدث رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عن توجه "متشدد" فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة، وهو ما دفع المستثمرين في سوق السندات الأمريكية إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم.
وبالفعل، لامس عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات أعلى مستوى له في شهرين ونصف يوم الاثنين، وهو الأمر الذي يضغط عادة على الذهب، نظرًا لأن ارتفاع العوائد يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير المدرة للعائد مثل السبائك.
توقعات المشهد القادم لأسعار الذهب
يعتقد محللون أن الذهب سيظل يتحرك في نطاق محدود حتى تتضح رؤية الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، بينما يتوقع البعض أن يؤدي أي تباطؤ في لهجة التشدد إلى دعم المعدن النفيس واستعادة جزء من مكاسبه في الأيام المقبلة.